فصل: حرف الخاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


تتمة كتاب الخلافة مع الامارة الباب الأول في خلافة الخلفاء خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

14071- عن أبي الطفيل قال‏:‏ جاءت فاطمة إلى أبي بكر الصديق فقال‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أهله‏؟‏ قال‏:‏ لا بل أهله، قالت‏:‏ فما بال الخمس‏؟‏ فقال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إذا أطعم الله نبيا طعمة، ثم قبضه، كانت للذي يلي بعده، فلما وليت رأيت أن ارده على المسلمين، قالت‏:‏ فأنت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم ثم رجعت‏.‏

‏(‏حم م د وابن جرير هق‏)‏ ‏(‏أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفيء والغنيمة باب بيان مصرف خمس الخمس‏.‏ ‏(‏6/303‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14072- عن القاسم بن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توفي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة، فأتاهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فقام حباب بن المنذر، وكان بدريا فقال‏:‏ منا أمير ومنكم أمير، فإنا والله ما ننفس ‏(‏ننفس‏:‏ أي لم نبخل‏.‏ النهاية ‏(‏5/96‏)‏ ب‏)‏ هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوتهم، فقال له عمر إذا كان ذلك فمت إن استطعت فتكلم أبو بكر فقال‏:‏ نحن الأمراء وأنتم الوزراء وهذا الأمر بيننا وبينكم نصفين كقد الأبلمة ‏(‏كقد الأبلمة‏:‏ الأبلمة بضم الهمزة واللام وفتحهما وكسرهما‏:‏ خوصة المقل، وهمزتها زائدة، وإنما ذكرناها ههنا خملا على ظاهر لفظها‏.‏ يقول‏:‏ نحن وإياكم في الحكم سواء، لا فضل لأمير على مأمور، كالخوصة إذا شقت باثنتين متساويتين‏.‏ النهاية ‏(‏1/17‏)‏ ب‏)‏ يعني الخوصة فبايع أول الناس بشير بن سعد أبو النعمان فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم بين الناس ‏(‏قسم بين الناس قسما‏:‏ القسم‏:‏ مصدر قسمت الشيء فانقسم‏.‏ والقسم بالكسر الحظ والنصيب من الخير مثل طحنت طحنا والطحن الدقيق‏.‏ قال يعقوب‏:‏ يقال‏:‏ هو يقسم أمره قسما أي يقدره وينظر فيه كيف يفعل‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏5/2010‏)‏ ب‏)‏ قسما فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار‏[‏قسمها‏]‏ مع زيد بن ثابت فقالت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ قسم قسمه أبو بكر للنساء، فقالت أتراشوني ‏(‏أتراشوني‏:‏ من الرشوه والرشوة وهي‏:‏ الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصله من الرشاء الذي يتوصل به إلى الماء، وفي الحديث ‏"‏لعن الله الراشي والمرتشي والرائش‏"‏ فالراشي من يعطى الذي يعينه على الباطل والمرتشي الآخذ، والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا‏.‏ فأما ما يعطي توصلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه‏.‏ روي أن ابن مسعود أخذ بأرض الحبشة في شيء، فأعطى دينارين حتى خلي سبيله وروي عن جماعة من أئمة التابعين قالوا‏:‏ لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم‏.‏ النهاية ‏(‏2/226‏)‏ ب‏)‏ عن ديني‏؟‏ فقالوا‏:‏ لا؛ فقالت‏:‏ أتخافون أن أدع ما أنا عليه‏؟‏ فقالوا‏:‏ لا؛ فقالت‏:‏ والله لا آخذ منه شيئا أبدا؛ فرجع زيد إلى أبي بكر فأخبره بما قالت، فقال أبو بكر‏:‏ ونحن لا نأخذ مما أعطيناها شيئا أبدا‏.‏

‏(‏ابن سعد وابن جرير‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/182‏)‏ بقسمها‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14073- عن عروة قال‏:‏ لما ولي أبو بكر خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن، وسن النبي صلى الله عليه وسلم السنن فعلمنا فعلمنا، اعلموا‏:‏ أن أكيس الكيس‏[‏التقوى‏]‏، وأن أحمق الحمق الفجور، وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق؛ أيها الناس، إنما أنا متبع ولست بمبتدع؛ فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم‏.‏

‏(‏ابن سعد والمحاملي في أماليه خط في رواة مالك‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/183‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14074- عن عمير بن إسحاق أن رجلا رأى على عنق أبي بكر الصديق عباءة، فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ هاتها أكفيكها، فقال‏:‏ إليك عني لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي‏.‏

‏(‏ابن سعد حم في الزهد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/184‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14075- عن حميد بن هلال أن أبا بكر لما استخلف راح إلى السوق يحمل أبرادا ‏(‏أبرادا‏:‏ البرد من الثياب جمعه برود وأبراد‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏35‏)‏‏.‏ ب‏)‏ له وقال‏:‏ لا تغروني من عيالي‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/185‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14076- عن حميد بن هلال قال‏:‏ لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أفرضوا ‏(‏أفرضوا‏:‏ أصل الفرض القطع وقد فرضه يفرضه فرضا وافتراضه افتراضا وفي حديث عدي ‏"‏أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي فجعل يفرض للرجل من طيء في ألفين ويعرض عني، أي يقطع ويوجب لكل رجل منهم في العطاء ألفين من المال‏"‏‏.‏ النهاية ‏(‏3/433‏)‏‏.‏ ب‏)‏ لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغنيه، قالوا‏:‏ نعم برداه إن أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف، قال أبو بكر‏:‏ رضيت‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/184‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14077- عن ابن عمر وعائشة وسعيد بن المسيب وصبيحة التيمي ووالد أبي وجزة وغير هؤلاء دخل حديث بعضهم في بعض قالوا‏:‏ بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان منزله بالسنح ‏(‏بالسنح‏:‏ بضم السين والنون‏.‏ وقيل بسكونها، موضع بعوالي المدينة فيه منازل بني الحارث بن الخزرج‏.‏ ‏(‏2/407‏)‏ النهاية‏.‏ ب‏)‏ عند زوجته حبيبة بنت خارجة ابن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج، وكان قد حجر ‏(‏حجر‏:‏ يقال‏:‏ حجر القاضي عليه‏:‏ منعه عن التصرف في ماله وبابه نصر المختار من صحاح اللغة ‏(‏92‏)‏ ب‏.‏

وفي النهاية ‏(‏1/342‏)‏ بمعنى اجتمع والتأم وقرب بضعه من بعض‏.‏ ص‏)‏ عليه حجرة من سعف ‏(‏سعف‏:‏ السعفة بفتحتين غصن النخل والجمع سعف‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏238‏)‏ ب‏)‏ فما زاد على ذلك حتى تحول إلى منزله بالمدينة، فأقام هناك بالسنح بعد ما بويع له ستة أشهر يغدو على رجليه إلى المدينة، وربما ركب على فرس له وعليه إزار ورداء ممشق ‏(‏ممشق‏:‏ المشق بالكسر‏:‏ المغرة‏.‏ وثوب ممشق‏:‏ مصبوغ به‏.‏ النهاية ‏(‏4/334‏)‏ ب‏)‏ فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس، فإذا صلى العشاء رجع إلى أهله بالسنح، فكان إذا حضر صلى بالناس وإذا لم يحضر صلى بهم عمر بن الخطاب، وكان يقيم يوم الجمعة في صدر النهار بالسنح يصبغ لحيته ورأسه ثم يروح لقدر الجمعة فيجمع بالناس، وكان رجلا تاجرا، فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع ويبتاع

وكانت له قطعة غنم يروح ‏(‏يروح عليها‏:‏ الرواح ضد الصباح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل، وهو أيضا مصدر راح يروح ضد غدا يغدو‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏209‏)‏ ب‏)‏ عليها وربما خرج هو بنفسه فيها، وربما كفيها فرعيت له، وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة، قالت جارية من الحي‏:‏ الآن لا تحلب لنا منائح دارنا؛ فسمعها أبو بكر، فقال‏:‏ بلى لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه؛ فكان يحلب لهم فربما قال للجارية من الحي يا جارية أتحبين أن أرغي لك أو أصرح؛ فربما قالت‏:‏ أرغ وربما قالت‏:‏ صرح فأي ذلك قالت‏:‏ فعل؛ فمكث كذلك بالسنح ستة أشهر، ثم نزل بالمدينة، فأقام بها ونظر في أمره فقال‏:‏ لا والله ما يصلح أمر الناس التجارة وما يصلح لهم إلا التفرغ والنظر في شأنهم وما بد لعيالي مما يصلحهم، فترك التجارة واستنفق من مال المسلمين ما يصلحه ويصلح عياله يوما بيوم ويحج ويعتمر، وكان الذي فرضوا له في كل سنة ستة آلاف درهم فلما حضرته الوفاة قال‏:‏ ردوا ما عندنا من مال المسلمين؛ فإني لا أصيب من هذا المال شيئا وإن أرضي التي بمكان كذا وكذا للمسلمين بما أصبت من أموالهم؛ فدفع ذلك إلى عمر ولقوحا ‏(‏ولقوحا‏:‏ أي ناقة لقوحا وهي إذا كانت غزيرة اللبن‏.‏ النهاية ‏(‏4/262‏)‏ ب‏)‏ وعبدا صيقلا وقطيفة ما تساوي خمسة دراهم‏.‏

فقال عمر‏:‏ لقد أتعب من بعده، قالوا‏:‏ واستعمل أبو بكر على الحج سنة إحدى عشرة عمر بن الخطاب ثم اعتمر أبو بكر في رجب سنة اثنتي عشرة، فدخل مكة ضحوة فأتى منزله وأبو قحافة جالس على باب داره ومعه فتيان أحداث يحدثهم إلى أن قيل له‏:‏ هذا ابنك، فنهض قائما، وعجل أبو بكر أن ينيخ راحلته، فنزل عنها وهي قائمة فجعل يقول‏:‏ يا أبت لا تقم، ثم لاقاه فالتزمه وقبل بين عيني أبي قحافة، وجعل الشيخ يبكي فرحا بقدومه، وجاؤوا إلى مكة عتاب بن أسيد وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام فسلموا عليه، سلام عليك يا خليفة رسول الله، وصافحوه جميعا فجعل أبو بكر يبكي حين يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سلموا على أبي قحافة فقال أبو قحافة‏:‏ يا عتيق هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم، فقال أبو بكر‏:‏ يا أبت لا حول ولا قوة إلا بالله طوقت أمرا عظيما من الأمر لا قوة لي به، ولا يدان إلا بالله، ثم دخل فاغتسل وخرج وتبعه أصحابه فنحاهم، ثم قال‏:‏ امشوا على رسلكم ولقيه الناس يتمشون في وجهه ويعزونه بنبي الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبكي، حتى انتهى إلى البيت، فاضطبع ‏(‏فاضطبع‏:‏ الاضطباع هو أن يأخذ الإزار أو البرد فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقي طرفيه على كتفيه الأيسر من جهتي صدره وظهره‏.‏ وسمي بذلك لابداء الضبعين‏:‏ ويقال للإبط الضبع للمجاورة‏.‏ ‏(‏3/73‏)‏ النهاية ب‏)‏ بردائه، ثم استلم الركن ثم طاف سبعا وركع ركعتين، ثم انصرف إلى منزله، فلما كان الظهر خرج فطاف أيضا بالبيت، ثم جلس قريبا من دار الندوة، فقال‏:‏ هل من أحد يشتكي من ظلامة ‏(‏ظلامة‏:‏ الظلامة والظليمة والمظلمة‏:‏ ما تطلبه عند الظالم وهو اسم ما أخذ منك الصحاح للجوهري ‏(‏5/1977‏)‏ ب‏)‏ أو يطلب حقا، فما أتاه أحد وأثنى الناس على واليهم خيرا، ثم صلى العصر، وجلس فودعه الناس، ثم خرج راجعا إلى المدينة، فلما كان وقت الحج سنة اثنتي عشرة حج أبو بكر بالناس تلك السنة وأفرد الحج واستخلف على المدينة عثمان بن عفان‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ قال ابن كثير‏:‏ هذا سياق حسن وله شواهد من وجوه أخر ومثل هذا تقبله النفوس وتتلقاه بالقبول ‏(‏وهكذا أورده بنصه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/186‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14078- عن حبان الصائغ قال‏:‏ كان نقش حاتم أبي بكر نعم القادر الله‏.‏

‏(‏ابن سعد والحبلى في الديباج وأبو نعيم في المعرفة‏)‏ ‏(‏قال ابن كثير في البداية والنهاية ‏(‏7/18‏)‏ وهذا الحديث غريب‏.‏

وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/211‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14079- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما توفي رسول الله قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول‏:‏ يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا، فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره، كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال‏:‏ جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، وثبت قائلكم، ثم قال‏:‏ أما والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال‏:‏ هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير عليا فسأل عنه فقام الناس من الأنصار، فأتوا به فقال أبو بكر‏:‏ ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال‏:‏ لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه، ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال‏:‏ ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله‏:‏ لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه‏.‏

‏(‏ط وابن سعد ش وابن جرير ق ك كر‏)‏ ‏(‏راجع ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/212‏)‏‏.‏ والحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة ‏(‏3/76‏)‏ وقال صحيح على شرط الشيخين‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14080- عن سهل بن أبي حثمة وصبيحة التيمي وجبير بن الحويرث وهلال دخل حديث بعضهم في بعض أن أبا بكر الصديق كان له بيت مال بالسنح معروف ليس يحرسه أحد فقيل له‏:‏ يا خليفة رسول الله ألا تجعل على بيت المال من يحرسه‏؟‏ فقال‏:‏ لا يخاف عليه، فقلت‏:‏ لم قال عليه قفل وكان يعطى ما فيه حتى لا يبقى فيه شيء، فلما تحول أبو بكر إلى المدينة حوله فجعل بيت ماله في الدار التي كان فيها، وكان قدم عليه مال من معادن القبلية ومن معادن جهينة كثير، وانفتح معدن بني سليم في خلافة أبي بكر فقدم عليه منه بصدقته فكان يوضع ذلك في بيت المال، وكان أبو بكر يقسمه على الناس ‏[‏نفرا نفرا‏]‏ فيصيب كل مائة إنسان كذا وكذا وكان يسوي بين الناس في القسم الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير فيه سواء وكان يشتري الإبل والخيل والسلاح، فيحمل في سبيل الله، واشترى عاما قطائف أتي بها من البادية، ففرقها في أرامل أهل المدينة، في الشتاء، فلما توفي أبو بكر ودفن دعا عمر بن الخطاب الأمناء، ودخل بهم بيت مال أبي بكر ومعه عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان ففتحوا بيت المال، فلم يجدوا فيه دينارا ولا درهما ووجدوا خيشة ‏(‏خيشة‏:‏ الخيش‏:‏ ثياب في نسجها رقة وخيوطها غلاظ من مشاقة الكتان الواحدة خيشة‏)‏ للمال ‏[‏فنفضت‏]‏ فوجدوا فيها درهما، فترحموا على أبي بكر وكان بالمدينة وزان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يزن ما كان عند أبي بكر من مال فسئل الوزان، كم بلغ ذلك المال الذي ورد على أبي بكر‏؟‏ قال‏:‏ مائتي ألف‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏وفي ابن سعد الطبقات الكبرى ‏(‏3/213‏)‏ نقرا نقرا، فنقضت‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14081- عن أبي بكر أنه قال‏:‏ يا أيها الناس إن كنتم ظننتم أني أخذت خلافتكم رغبة فيها أو إرادة استيثار عليكم وعلى المسلمين فلا، والذي نفسي بيده ما أخذتها رغبة فيها ولا استيثارا عليكم ولا على أحد من المسلمين ولا حرصت عليها ليلة ولا يوما قط، ولا سألت الله سرا ولا علانية ولقد تقلدت أمرا عظيما لا طاقة لي به إلا أن يعين الله تعالى ولوددت أنها إلى أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يعدل فيها فهي إليكم رد ولا بيعة لكم عندي، ولا بيعة لكم عندي، فادفعوا لمن أحببتم فإنما أنا رجل منكم‏.‏

‏(‏أبو نعيم في فضائل الصحابة‏)‏‏.‏

14082- عن عروة أن أبا بكر لما استخلف ألقى كل درهم له ودينار في بيت مال المسلمين وقال‏:‏ كنت أتجر فيه وألتمس به فلما وليتهم شغلوني عن التجارة والطلب فيه‏.‏

‏(‏حم في الزهد‏)‏‏.‏

14083- عن عائشة قالت‏:‏ مات أبو بكر فما ترك دينارا ولا درهما وكان قد أخذ قبل ذلك ماله فألقاه في بيت المال‏.‏

‏(‏حم فيه‏)‏‏.‏

14084- عن عروة أن أبا بكر خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال‏:‏ انزل عن منبر أبي، فقال علي‏:‏ إن هذا شيء من غير من غير ملأ منا ‏(‏كما ذكره ابن الأثير في النهاية ‏(‏4/315‏)‏‏:‏ أكان هذا عن ملأ منكم‏:‏ أي تشاور من أشرافكم وجماعتكم‏)‏‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14085- عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال‏:‏ جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر وهو على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ انزل عن مجلس أبي قال صدقت، إنه مجلس أبيك وأجلسه في حجره وبكى، فقال علي‏:‏ والله ما هذا عن أمري، فقال‏:‏ صدقت والله ما اتهمتك‏.‏

‏(‏أبو نعيم والجابري في جزئه‏)‏‏.‏

14086- عن ابن رباح قال‏:‏ بعث أبو بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا إلى المقوقس بمصر فمر على ناحية قرى الشرقية فهادنهم وأعطوه، فلم يزالوا على ذلك حتى دخلها عمرو بن العاص، فقاتلوا فانتقض ذلك العهد‏.‏

‏(‏ابن عبد الحكم في فتوح مصر‏)‏‏.‏

14087- عن محمد بن إبراهيم قال‏:‏ كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفي، ثم كان عمر ينفق عليها حتى توفيت في خلافته‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14088- أخبرنا محمد بن عمر‏[‏هو الواقدي‏]‏ حدثني عمرو بن عمير بن هني مولى عمر بن الخطاب عن جده أن أبا بكر الصديق لم يحم من الأرض إلا النقيع ‏(‏النقيع‏:‏ موضع قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حما لخيله‏.‏ معجم البلدان ‏(‏8/312‏)‏‏)‏ وقال‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حماه وكان يحميه للخيل التي يغزي عليها وكانت إبل الصدقة إذا أخذت عجافا أرسل بها إلى الربذة وما والاها ترعى هنالك ولا يحمي لها شيئا ويأمر أهل المياه لا يمنعون من ورد عليهم يشرب معهم ويرعى عليهم، فلما كان عمر بن الخطاب وكثر الناس وبعث البعوث إلى الشام وإلى مصر وإلى العراق حمى الربذة واستعملني على الربذة‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏5/11‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14089- عن الحارث بن الفضيل قال‏:‏ لما عقد أبو بكر ليزيد بن أبي سفيان فقال‏:‏ يا يزيد إنك شاب تذكر بخير قد رؤي منك، وذلك شيء خلوت به في نفسك، وقد أردت أن أبلوك واستخرجك من اهلك، فانظر كيف أنت وكيف ولايتك‏؟‏ وأخبرك فإن أحسنت زدتك، وإن أسأت عزلتك وقد وليتك عمل خالد بن سعيد، ثم أوصاه بما أوصاه يعمل به في وجهه وقال له‏:‏ أوصيك بأبي عبيدة بن الجراح خيرا، فقد عرفت مكانه من الإسلام، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، فاعرف له فضله وسابقته، وانظر معاذ بن جبل فقد عرفت مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ يأتي إمام العلماء بربوة ‏(‏بربوة‏:‏ الزيادة في الفريضة الواجبة‏.‏ النهاية ‏(‏2/192‏)‏ ب‏)‏، فلا تقطع امرا دونهما، وإنهما لن يألوا بك خيرا، قال يزيد‏:‏ يا خليفة رسول الله أوصهما بي كما أوصيتني بهما قال أبو بكر‏:‏ لن أدع أن أوصيهما بك، فقال يزيد‏:‏ يرحمك الله وجزاك الله عن الإسلام خيرا‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ وفيه الواقدي ‏(‏والحديث القولي في هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب مناقب أبي عبيدة ‏(‏5/32‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14090- عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم قال‏:‏ لما بعث أبو بكر أمراءه إلى الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان على الناس قال‏:‏ إن اجتمعتم في كيد فيزيد على الناس، وإن تفرقتم فمن كانت الواقعة مما يلي معسكره فهو على أصحابه‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14091- عن ابن أبي عون وغيره أن خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه، فانكر مالك ذلك، وقال‏:‏ أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت وشهد له بذلك أبو قتادة وعبد الله بن عمر فقدمه خالد وامر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وقبض خالد امرأته، فقال لأبي بكر‏:‏ إنه قد زنى فارجمه، فقال أبو بكر‏:‏ ما كنت لأرجمه تأول فأخطأ، قال‏:‏ فإنه قد قتل مسلما فاقتله قال‏:‏ ما كنت لأقتله تأول فأخطأ، قال‏:‏ فاعزله، قال‏:‏ ما كنت لأشيم ‏(‏لأشيم‏:‏ أي لأغمد، والشيم من الأضداد يكون سلا وإغمادا‏.‏ النهاية ‏(‏4/521‏)‏ ب‏)‏ سيفا سله الله عليهم أبدا‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14092- عن يزيد بن عبيد السعدي أبي وجزة قال‏:‏ مر أبو بكر بالناس في معسكرهم بالجرف ‏(‏بالجرف‏:‏ هو اسم موضع قريب من المدينة، وأصله ما تجرفه السيول من الأودية‏.‏ النهاية ‏(‏1/262‏)‏ ب‏)‏ ينسب القبائل حتى مر ببني فزارة، فقام إليه رجل منهم فقال‏:‏ مرحبا بكم، فقالوا‏:‏ يا خليفة رسول الله نحن أحلاس الخيل وقد وفدنا الخيول معنا، قال‏:‏ بارك الله فيكم، قالوا‏:‏ فاجعل اللواء الأكبر معنا، فقال أبو بكر‏:‏ لا أغيره عن موضعه وهو في بني عبس، فقال الفزاري‏:‏ أتقدم علي من أنا خير منه‏؟‏ فقال أبو بكر‏:‏ اسكت يالكع هو خير منك أقدم إسلاما ولم يرجع منهم رجل وقد رجعت وقومك عن الإسلام، فقال العبسي‏:‏ وهو ميسرة بن مسروق ألا تسمع ما يقول يا خليفة رسول الله فقال‏:‏ اسكت فقد كفيت‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14093- عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب لأبان بن سعيد حين قدم المدينة‏:‏ ما كان حقك أن تقدم وتترك عملك بغير إذن إمامك، ثم على هذه الحالة، ولكنك أمنته، فقال أبان أما أني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت عاملا لأبي بكر لفضله وسابقته وقديم إسلامه، ولكن لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاور أبو بكر أصحابه فيمن يبعث إلى البحرين، فقال له عثمان بن عفان‏:‏ ابعث رجلا قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقدم عليه بإسلامهم وطاعتهم، وقد عرفوه وعرفهم وعرف بلادهم يعني العلاء الحضرمي فأبى ذلك عمر عليه وقال‏:‏ أكره أبان بن سعيد بن العاص، فإنه رجل قد حالفهم فأبى أبو بكر أن يكرهه وقال‏:‏ لا أكره رجلا يقول‏:‏ لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي إلى البحرين‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14094- عن المطلب بن السائب بن أبي وداعة قال‏:‏ كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص أني كتبت إلى خالد بن الوليد ليسير إليك مددا لك؛ فإذا قدم عليك فأحسن مصاحبته ولا تطاول عليه، ولا تقطع الأمور دونه، لتقديمي إياك عليه وعلى غيره شاورهم ولا تخالفهم‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14095- عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال‏:‏ أجمع أبو بكر أن يجمع الجيوش إلى الشام كان أول من سار من عماله عمرو بن العاص،وامره أن يسلك على أيلة عامدا لفلسطين، وكان جند عمرو الذين خرجوا من المدينة ثلاثة آلاف فيهم ناس كثير من المهاجرين والأنصار وخرج أبو بكر الصديق يمشي إلى جنب راحلة عمرو بن العاص وهو يوصيه ويقول‏:‏ يا عمرو؛ اتق الله في سر أمرك وعلانيته واستحيه فإنه يراك ويرى عملك وقد رأيت تقديمي إياك على من هم أقدم سابقة منك، ومن كان أعظم غنى عن الإسلام وأهله منك، فكن من عمال الآخرة، وأرد بما تعمل وجه الله، وكن والدا لمن معك ولا تكشفن الناس عن أستارهم، واكتف بعلانيتهم، وكن مجدا في أمرك وأصدق اللقاء إذا لقيت ولا تجبن وتقدم في الغلول ‏(‏الغلول‏:‏ هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة‏.‏ يقال‏:‏ غل في المغنم يغل غلولا فهو غال‏.‏ وكل من خان في شيء خفية فقد غل‏.‏ وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة‏:‏ أي ممنوعة مجعول فيها غل وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه‏.‏ النهاية ‏(‏3/380‏)‏ ب‏)‏ وعاقب عليه وإذا وعظت أصحابك فأوجز، وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14096- عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أبا بكر قال لعمرو بن العاص‏:‏ إني قد استعملتك على من مررت من بلى وعذرة وسائر قضاعة ومن سقط هناك من العرب؛ فاندبهم إلى الجهاد في سبيل الله، ورغبهم فيه، فمن تبعك منهم فاحمله وزوده، ووافق بينهم واجعل كل قبيلة على حدتها ومنزلتها‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14097- عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بويع لأبي بكر في ذلك اليوم، فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبي بكر معها علي فقالت‏:‏ ميراثي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي، قال‏:‏ أمن الرثة ‏(‏الرثة‏:‏ تقول‏:‏ ورثت أبي، وورثت الشيء من أبي أرثه بالكسر فيهما ورثا ووراثة وإرثا، الألف منقلبة من الواو، ورثة الهاء عوض من الواو‏:‏ الصحاح للجوهري‏.‏ ‏(‏1/295‏)‏ ب‏.‏

العقد‏:‏ بالكسر‏:‏ القلادة‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏1/507‏)‏ ب‏)‏ أو من العقد‏؟‏ قالت‏:‏ فدك وخيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما ترثك بناتك إذا مت، فقال أبو بكر‏:‏ أبوك والله خير مني وأنت خير من بناتي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا نورث ما تركناه صدقة يعني هذه الأموال القائمة فتعلمين أن أباك أعطاكها؛ فوالله لئن قلت‏:‏ نعم لأقبلن قولك، ولأصدقنك، قالت‏:‏ جاءتني أم أيمن فأخبرتني أنه أعطاني فدك قال عمر‏:‏ فسمعته يقول‏:‏ هي لك فإذا قلت قد سمعته فهي لك، فأنا أصدقك فأقبل قولك، قالت‏:‏ قد أخبرتك بما عندي‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ورجاله ثقات سوى الواقدي ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏2/316‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14098- عن أم خالد بنت‏[‏خالد‏]‏ سعيد بن العاص قالت‏:‏ قدم أبي من اليمن إلى المدينة بعد أن بويع لأبي بكر، فقال لعلي وعثمان‏:‏ أرضيتم بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم‏؟‏ فنقلها عمر إلى أبي بكر فلم يحملها أبو بكر على خالد وحملها عمر عليه، وأقام خالد ثلاثة أشهر لم يبايع أبا بكر ثم مر عليه أبو بكر بعد ذلك مظهرا هو عليه وهو في داره فسلم عليه فقال له خالد‏:‏ أتحب أن أبايعك‏؟‏ فقال أبو بكر‏:‏ أحب أن تدخل في صالح مادخل فيه المسلمون فقال‏:‏ موعدك العشية أبايعك، فجاء وأبو بكر على المنبر فبايعه وكان رأي أبي بكر فيه حسنا وكان معظما له، فلما بعث أبو بكر الجنود إلى الشام عقد له على المسلمين وجاء باللواء إلى بيته، فكلم عمر أبا بكر فقال‏:‏ تولى خالدا وهو القائل ما قال‏؟‏ فلم يزل به حتى أرسل أبا أروى الدوسي، فقال‏:‏ إن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك‏:‏ اردد إلينا لواءنا فأخرجه إليه وقال‏:‏ والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم وأن المليم لغيرك فما شعرت إلا بأبي بكر داخل على أبي يتعذر إليه ويعزم عليه أن لا يذكر عمر بحرف فوالله ما زال أبي يترحم على عمر حتى مات‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏4/97‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14099- عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ لما عزل أبو بكر خالدا ولى يزيد بن أبي سفيان جنده ودفع لواءه إلى يزيد‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏4/98‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14100- عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال‏:‏ لما عزل أبو بكر خالد بن سعيد أوصي شرحبيل بن حسنة وكان أحد الأمراء، قال‏:‏ انظر خالد بن سعيد فاعرف له من الحق عليك مثل ما كنت تحب أن يعرفه لك من الحق عليه، ولو خرج واليا عليك وقد عرفت مكانه من الإسلام وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو له وال، وقد كنت وليته ثم رأيت عزله، وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ما أغبط أحدا بالإمارة وقد خيرته في امراء الأجناد فاختارك على غيرك وعلى ابن عمه فإذا نزل بك أمر يحتاج فيه إلى رأي التقي الناصح فليكن أول من تبدأ به أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وليكن ثالثا خالد بن سعيد فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا، وإياك واستبداد الرأي عنهم أو تطوي عنهم بعض الخبر‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏4/98‏)‏‏.‏

وأول الحديث أخبرني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث‏.‏‏.‏‏.‏ص‏)‏‏.‏

14101- عن أبي جعفر قال‏:‏ جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه وجاء معهما علي، فقال أبو بكر‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث، ما تركناه صدقة‏[‏وما‏]‏ كان النبي يعول، فقال علي‏:‏ ورث سليمان داود وقال زكريا‏:‏ يرثني ويرث من آل يعقوب، قال أبو بكر‏:‏ هو هكذا، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم، فقال علي‏:‏ هذا كتاب الله ينطق فسكتوا وانصرفوا‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏2/315‏)‏‏.‏ وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14102- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ سمعت منادي أبي بكر ينادي بالمدينة حين قدم عليه مال البحرين‏:‏ من كانت له عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت فيأتيه رجال فيعطيهم فجاء أبو بشير المازني فقال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي‏:‏ يا أبا بشير إذا جاءنا شيء فائتنا فأعطاه أبو بكر حفنتين أو ثلاثا فوجدها ألفا وأربع مائة ‏[‏درهم‏]‏‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏2/318‏)‏‏.‏ وما بين الحاصرتين استدركته من الطبقات‏.‏ ص‏)‏‏.‏

14103- عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو قدم مال البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، فلم يقدم حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم به على أبي بكر قال‏:‏ من كانت له عدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت قلت‏:‏ قد وعدني إذا جاء مال البحرين أن يعطيني هكذا وهكذا وهكذا، قال‏:‏ خذ فأخذت أول مرة فكانت خمس مائة ثم أخذت الثنتين‏.‏

‏(‏ابن سعد ش خ م‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏2/318‏)‏‏.‏ والبخاري في صحيحه كتاب الحوالات باب من تكفل عن ميت ‏(‏3/126‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14104- عن جابر قال‏:‏ قضى علي بن أبي طالب دين رسول الله، صلى الله عليه وسلم وقضى أبو بكر عداته‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏2/319‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14105- عن القاسم أن أبا بكر الصديق كان إذا نزل به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأي وأهل الفقه دعا رجالا من المهاجرين والأنصار ودعا عمر وعثمان وعليا وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، وكل هؤلاء كان يفتي في خلافة أبي بكر وإنما تصير فتوى الناس إلى هؤلاء فمضى أبو بكر على ذلك، ثم ولي عمر فكان يدعو هؤلاء النفر وكانت الفتوى تصير وهو خليفة إلى عثمان وأبي وزيد‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14106- عن المسور قال‏:‏ سمعت عثمان يقول‏:‏ يا أيها الناس إن أبا بكر وعمر كانا يتأولان في هذا المال ظلف ‏(‏ظلف أنفسهما‏:‏ ظلف العيش أي بؤسه وشدته وخشونته، من ظلف الأرض‏.‏ النهاية ‏(‏3/159‏)‏ ب‏)‏ أنفسهما وذوي أرحامهما وإني تأولت فيه صلة رحمى‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

14107- عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس وبايع قومك، فقال‏:‏ لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي، فلما جاء الخبر إلى أبي بكر قال بشير بن سعد‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إنه قد أبى ولج ‏(‏ولج‏:‏ لججت بالكسر لجاجا ولجاجة بفتح اللام فيهما فأنت لجوج، ولجوجة والهاء للمبالغة، ولججت بالفتح تلج بالكسر لغة، والملاجة‏:‏ التمادى في الخصومة‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏468‏)‏ ب‏)‏ وليس بمبايعكم أو يقتل ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته ولن يقتلوا حتى تقتل الخزرج ولن تقتل الخزرج حتى تقتل الأوس فلا تحركوه، فقد استقام لكم الأمر فإنه ليس بضاركم إنما هو رجل وحده ما ترك، فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدا، فلما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال‏:‏ ايه ‏(‏إيه‏:‏ هذه كلمة يراد بها الاستزادة، وهي مبنية على الكسر، فإذا وصلت نونت فقلت‏:‏ إيه حدثنا، وإذا قلت‏:‏ إيها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت النهاية ‏(‏1/87‏)‏ ب‏)‏ يا سعد فقال‏[‏سعد‏]‏‏:‏ إيه يا عمر، فقال عمر‏:‏ أنت صاحب ما أنت صاحبه فقال سعد‏:‏ نعم أنا ذلك، وقد أفضي إليك هذا الأمر كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد أصبحت والله كارها لجوارك، فقال عمر‏:‏ إنه من كره جوار جار تحول عنه فقال سعد‏:‏ أما أني غير ‏[‏مستنسئ‏]‏ بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك‏[‏قال‏]‏ فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج ‏[‏مهاجرا‏]‏ إلى الشام في أول خلافة عمر فمات بحوران ‏(‏بحوران‏:‏ حوران بالفتح وسكون الواو موضع بالشام‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏124‏)‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏ ‏(‏ما بين الحاصرتين من الطبقات الكبرى لابن سعد ‏(‏3/616‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14108- عن أم هانئ بنت أبي طالب أن فاطمة أتت أبا بكر تسأله سهم ذوي القربى، فقال لها أبو بكر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ سهم ذوي القربى لهم في حياتي وليس بعد موتي‏.‏

‏(‏ابن راهويه‏)‏ وفيه الكلبي متروك‏.‏

14109- عن أبي العفيف قال‏:‏ شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجتمع إليه العصابة فيقول لهم‏:‏ بايعوني على السمع والطاعة لله ولكتابه، ثم للأمير فيقول‏:‏ نعم فيبايعهم فتعلمت شرطه الذي شرطه على الناس، وأنا يومئذ غلام محتلم أو نحوه فلما خلى ‏(‏خلى من عنده‏:‏ يقال‏:‏ أخليت المكان‏:‏ صادفته خاليا‏.‏ وأخلى الرجل أي خلا، وأخلى غيره يتعدى ويلزم‏.‏ وأخلى عن الطعام‏:‏ خلا عنه‏.‏ وخاليت الرجل‏:‏ تاركته‏.‏ وتخلى‏:‏ تفرغ وخلى عنه وخلى سبيله، تخلية فيهما، فهو مخلى ورأيته مخليا‏.‏انتهى‏.‏المختار من صحاح اللغة ‏(‏147‏)‏ ب‏)‏ من عنده أتيته، فقلت أبايعك على السمع والطاعة لله ولكتابه وللأمير، قال‏:‏ فصعد في ‏(‏فصعد في النظر وصوبه‏:‏ أي نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأملني‏.‏ النهاية ‏(‏3/30‏)‏ ب‏)‏ النظر وصوبه، فكأني أعجبته، ثم بايعني‏.‏

‏(‏الحارث وابن جرير ق‏)‏‏.‏

14110- عن موسى بن إبراهيم عن رجل من آل ربيعة أنه بلغه أن أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزينا، فدخل عليه عمر فأقبل عليه يلومه وقال‏:‏ أنت كلفتني هذا الأمر وشكا إليه الحكم بين الناس فقال له عمر‏:‏ أو ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ الحق فله أجر واحد فكأنه سهل على أبي بكر‏.‏

‏(‏ابن راهويه وخيثمة في فضائل الصحابة هب‏)‏‏.‏

14111- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ كتب أبو بكر إلى عمرو ابن العاص سلام عليك أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر ما جمعت الروم من الجموع، وأن الله لم ينصرنا مع نبيه صلى الله عليه وسلم بكثرة جنود وقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرسان وإن نحن إلا نتعاقب الإبل، وكنا يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركبه ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من خالفنا واعلم يا عمرو أن أطوع الناس لله أشدهم بغضا للمعاصي فاطع الله ومر أصحابك بطاعته‏.‏

‏(‏طس‏)‏ وقال تفرد به الواقدي‏.‏

14112- عن عيسى بن عطية قال‏:‏ قام أبو بكر الغد حين بويع فخطب الناس فقال‏:‏ يا أيها الناس إني قد أقلتكم رأيكم إني لست بخيركم فبايعوا خيركم فقاموا إليه فقالوا‏:‏ يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت والله خيرنا فقال‏:‏ يا أيها الناس؛ إن الناس قد دخلوا في الإسلام طوعا وكرها فهم عواذ الله وجيران الله فإن استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشيء من ذمته فافعلوا، إن لي شيطانا يحضرني، فإذا رأيتموني قد غضبت فاجتنبوني لا أمثل بأشعاركم وأبشاركم، يا أيها الناس تفقدوا ضرائب غلمانكم إنه لا ينبغي للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة، ألا وراعوني بأبصاركم فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فأعصوني‏.‏

‏(‏طس‏)‏ ‏(‏وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ‏(‏3/182‏)‏ ص‏)‏‏.‏

14113- عن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق قال له في مرض موته‏:‏ إني لا آسي ‏(‏آسى‏:‏ أي لا أحزن، والأسى مفتوح مقصور‏:‏ المداواة والعلاج، وهو أيضا الحزن‏.‏ المختار من صحاح اللغة ‏(‏12‏)‏‏.‏ ب‏)‏ على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن، فأما اللاتي فعلتها وددت أني لم أفعلها فوددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن كانوا قد غلقوه ‏(‏غلقوه‏:‏ أغلق الباب‏.‏ فهو مغلق‏.‏ والاسم الغلق‏.‏ وغلق الأبواب، شدد للكثرة، وربما قالوا‏:‏ أغلق الأبواب‏.‏انتهى‏.‏المختار من صحاح اللغة ‏(‏377‏)‏ ب‏)‏ على الحرب ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة بن الجراح أو عمر فكان أميرا وكنت وزيرا، ووددت حيث وجهت خالدا إلى أهل الردة أقمت بذي القصة فإن ظهر المسلمون ظهروا وإلا كنت بصدد لقاء أو مدد، وأما الثلاث اللاتي تركتهن ووددت أني فعلتهن فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا ضربت عنقه فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة ‏(‏بالفجاءة‏:‏ فاجأه الأمر مفاجأة وفجاء، وكذلك فجئه الأمر وفجأه الأمر بالكسر والنصب، فجاءة بالمد والضم‏.‏ ومنه قطري بن الفجاءة المازني‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏1/62‏)‏ ب‏)‏ لم أكن أحرقته وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ووددت أني حيث وجهت خالدا إلى أهل الشام كنت وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يمينا وشمالا في سبيل الله، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازعه أهله ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء‏؟‏ ووددت أني كنت سألته عن ميراث العمة وابنة الأخت فإن في نفسي منهما حاجة‏.‏

‏(‏أبو عبيد في كتاب الأموال عق وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي ‏(‏خيثمة بن سليمان بن حيدرة، محدث الشام أبو الحسن القرشي الطرابلسي أحد الثقات ولد سنة 250 وقال الخطيب‏:‏ ثقة، جمع فضائل الصحابة رضي الله عنهم وتوفي سنة 343‏.‏ تذكرة الحفاظ للذهبي ‏(‏3/859‏)‏ ص‏)‏ في فضائل الصحابة طب كر ص‏)‏ وقال أنه حديث حسن إلا أنه ليس فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخرج ‏(‏خ‏)‏ كتابه غير شيء من كلام الصحابة‏.‏

14114- عن عبد الله بن عكيم قال‏:‏ لما بويع أبو بكر صعد المنبر فنزل مرقاة ‏(‏مرقاة‏:‏ المرقاة بالفتح‏:‏ الدرجة، ومن كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها، ومن فتح قال‏:‏ هذا موضع يفعل فيه، فجعله بفتح الميم مخالفا‏.‏ عن يعقوب‏.‏ الصحاح للجوهري ‏(‏6/2361‏)‏ ب‏)‏ من مقعد النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ اعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقي وأن أحمق الحمق الفجور وأن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وأن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه، إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ولا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، فأطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم‏.‏

‏(‏الدينوري‏)‏‏.‏

14115- عن الحسن عن أبي بكر أنه رأى في المنام كأن عليه حلة حبرة وفي صدره كيتان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ حلة حبرة خير لك من ولدك والكيتان‏:‏ إمارة سنتين أو تلي أمر المسلمين سنتين‏.‏

‏(‏اللالكائي‏)‏‏.‏